أوكرانيا تكرّم مجرم حرب نازياً قتل 130 ألف شخص وتصفه بـ البطل القومي"
أوكرانيا تُقيم احتفالاً تكريمياً لمجرم الحرب النازي ستيبان بانديرا، شارك فيه عدد كبير من الأوكرانيين ومن أعضاء البرلمان الأوكراني.
بكثير من الاستخفاف، تعامل العالم مع اتهامات روسيا لأوكرانيا بالنازية، لكنّ الوقائع تثبت أنّ كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتكرر عن النهج النازي للحكومة الحالية في كييف قريب من حقيقة تثبت الأخيرة صحتها اليوم، مع تكريم "ستيبان بانديرا"، مجرم الحرب النازي الأوكراني، الذي ارتكب مجازر بحق 130 ألف شخص معظمهم من البولنديين والأوكرانيين خلال الحرب العالمية الثانية.
في مدينة "لفيف" أقيم للمجرم نصب تذكاري، شهد في اليوم الأول من هذا العام (تاريخ ولادة بانديرا قبل 114 عاماً)، احتفالاً تكريمياً شارك فيه عدد كبير من الأوكرانيين ومن أعضاء البرلمان الأوكراني الذين لوحوا بأعلام الميليشيا النازية التي أسسها عام 1942.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تتبنّى قراراً روسياً لمكافحة تمجيد النازية
وقبل ذلك، نشر البرلمان الأوكراني صورة في موقع "تويتر" تظهر رئيس أركان القوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوزني، الذي وقف أمام صورة بانديرا، مكرراً كلامه الذي قيل قبل عشرات السنين: "النصر الكامل للقومية الأوكرانية سيتحقق عندما تنتهي الإمبراطورية الروسية من الوجود".
ولبادنيرا، مؤسس "منظمة القوميين الأوكرانيين" النازية عام 1942، تاريخ أسود من التعاون مع ألمانيا الهتلرية.
كما كان الذراع التي قاتل فيها النازيون القوات السوفياتية والقوات البولندية الحليفة، وحتى مواطنيه الأوكرانيين الذين ناصروا الجيش السوفياتي ضد النازية.
إذ نفذت قواته مئات الهجمات والاغتيالات التي تركّزت بشكل خاص في منطقة "فولهينيا"، وهي منطقة تاريخية تمتد بين بولندا وروسيا، وتُشكل الآن جزءاً من غربي أوكرانيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، إضافة إلى مناطق غاليسيا الشرقية والمقاطعات الجنوبية الشرقية لبولندا.
هناك، قتلت ميليشيات بانديرا القسم الأكبر من ضحاياها البالغ عددهم 130 ألف شخص، بحسب الأرقام المتداولة (الجانب البولندي يتحدث عن مئات الآلاف).
وشكّل بانديرا في تلك المرحلة، نوعاً من الأيديولوجية النازية التي تأثر بها آلاف النازيين لارتكاب جرائمهم في أوكرانيا والدول الشرقية المحيطة.
الجانب البولندي، وبرغم التحالف الوثيق مع السلطات الأوكرانية اليوم، رفض تكريم كييف لمجرم الحرب الأوكراني.
وقد عبّر رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي عن غضبه من "أولئك الذين لا يريدون الاعتراف بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها القوميون الأوكرانيون ضد البولنديين خلال الحرب العالمية الثانية".
كما صنّف برلمان وارسو هذه المذابح على أنها "إبادة جماعية متنازع عليها في كييف".
تكريم المجرم النازي من قبل كييف ليس مرتبطاً بشعور العداء لروسيا بعد الحرب التي انطلقت في 24 شباط/فبراير الماضي، بل يعود الأمر إلى العام 2015، عندما أطلق الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو على "جيش المتمردين الأوكرانيين" الذي أسسه ستيبان بانديرا عام 1942، لقب "محاربي الاستقلال"، ومنح المنتسبين إليه ضمانات اجتماعية، وعناصر هذا الجيش يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية منذ العام 2014، ولا سيما في مواجهة قوات الدونباس.
اقرأ أيضاً: روسيا من ستالينغراد إلى دونباس: الهدف القضاء على النازية
يذكر أنّ المجرم النازي ستيبان بانديرا، قتل عام 1959 في ألمانيا (الغربية) ويقال إنّ الاستخبارات السوفياتية هي من نفذت عملية الاغتيال.